التسليم هو أفضل المراتب وأعلاها، التي يتنافس فيها المقربون، والصديقون، وأولياء الله تبارك وتعالى، وهي التي قال الله تعالى عنها:{وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً}[النساء:٦٥]، فهذه الدرجة هي درجة التسليم الكامل، والانقياد المطلق، بحيث لا توجد أدنى منازعة، ولا معارضة، بل بالعكس فهنا يكون الاندفاع، والرغبة، والتصديق المطلق، والمحبة لكل ما جاء به محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأخبر عنه، كما يجب عليه أن يسمع قول الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في كل شيء ثم يصدق بذلك تصديقاً لا يداخله أدنى ريبة ولا شك، ولا يمكن أن يخطر بباله أدنى اعتراض، مهما قلَّ، فهذا هو مقام الإحسان.