للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[بعض أوصاف الخوارج]

وهنا تجدون أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد وصف الخوارج وهم أهل البدع، الموصوفون والمسمون بأسمائهم، الذين تواتر الحديث عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بيان حالهم ووصفهم فقال: {يقاتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان}.

وهذا الذي عبر عنه أحد العلماء لما سمع أحد الناس يقع في أعراض العلماء، قال له: يا بني أقاتلت الروم؟ قال: لا.

قال: أقاتلت الترك؟ قال: لا.

قال: أسلم منك الروم والترك ولم يسلم منك المسلمون؟! وهؤلاء الناس هل ردوا على الرافضة ووزعوا الأشرطة عنها، فـ الرافضة يشكلون الربع أو الثلث من أهل المدينة كما هو معلوم، هل ردوا عليهم واجتهدوا سراً أو جهراً وأوصلوها إلى بيوتهم؛ ليبينوا لهم ما هم عليه من الشرك والضلال؟ لم يفعلوا ذلك!! هل ردوا على الصوفية وأشباههم؟ هل ردوا على أعداء السنة الحقيقيين الذين يسخرون بعلماء السنة؟ فيقول أحدهم: ذاك لحيته مثل التيس، وآخر يقول: كل ما عندهم: حدثنا كحكوح بن سمعان إلخ ما تسمعون.

وهذا الكلام يقال في صحف ينشر من بعضها مليون نسخة، أو مليون ونصف نسخة، فيكون فيها استهزاء بالسنة.

والآخر يدافع عن أبي رية بأنه مجتهد، وهو الذي أبطل سنة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيره كثير.

وهم يومياً -تقريباً- يعتدون على القرآن وسنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويهدمونهما هدماً صريحاً.

أتطعنون فقط في من تصدروا وتصدوا للدفاع عن هذا الدين؟! وإذا أخطئوا هم انصبت عليهم الردود من كل حدب وصوب، وكلنا نعلم أنهم ليسوا بمعصومين، فمن قال منهم: إنه معصوم؟ وصدق الشاعر:

ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه

فإذا وجدت عيباً فابذل نصيحتك، وإن لم تُقبل فاكتبها إلى سماحة الشيخ واسمع الجواب منه، أما الاعتداء والهجوم والظلم والعدوان، بغير سبب وبغير مبرر، فهذا فعلاً هو مقاتلة لأهل الإسلام وترك لأهل الأوثان نسأل الله العفو والعافية! ثم إن من صفات الخوارج أيضاً -ونحن لا نقول: إنهم من الخوارج، كما قالوا هم في حقنا لكن نبين من أقرب الطائفتين إلى هذه الصفة- أنهم يعمدون إلى آيات نزلت في الكفار، فيجعلونها في أهل الإسلام، وهذا كما ذكر ابن عباس رضي الله عنه وعلي وأبو سعيد الخدري رضي الله عنهم وغيرهم ممن رأى الخوارج وناظرهم، فهؤلاء يأتون إلى أبواب من أبواب العقيدة العظيمة؛ التي ذكرها العلماء في بيان أهل البدع، والتحذير منهم، وتنفير الناس عنهم، وهي أبواب عظيمة، ونحن -والحمد لله- شرحناها، ومن أطول الكتب التي ذَكَرتها فيما أعلم، هو كتاب اللالكائي، وقد بينا خطرها، وحاضرنا في هذا الموضوع -أيضاً- مستقلاً ومنفرداً لأهميته وخطره.

فهؤلاء يعمدون إلى هذه الأبواب -أحاديث أهل البدع، وآثار أهل البدع- ويجعلونها في هؤلاء الدعاة، فهؤلاء الدعاة عندهم هم أهل بدع.

إذاً: هذا وصف آخر وهو: أنهم عمدوا إلى آثار وأحاديث في أهل البدع فأنزلوها على إخوانهم المؤمنين أهل السنة، كما وصفهم الشيخ، ولا نزكي أنفسنا على الله تبارك وتعالى، ولكن هذه الظواهر والله تعالى هو العليم بالبواطن، وهو من يحاسب الناس عليها.

وقد فعلوا ذلك علانية في شريط معلن موجه إليَّ بعنوان: نصيحة إلى فلان، ومنه -أيضاً- الرد على الشيخ سلمان في شريطه "جلسة على الرصيف" وغيرها، والله تعالى حسيبهم في ذلك.