السؤال: إنا نحبكم في الله ونسأل الله أن يجمعنا وإياكم في الفردوس الأعلى، ونرجو من فضيلتكم توضيح لنا هذا الأمر وهو: أنه يوجد في أحيائنا بعض المنكرات فنخشى أن ننكر هذه المنكرات فيضعف علينا الإيمان من كثرتها، فتقع هذه المنكرات، ونخشى أن لا ننكرها فنأثم؟ الجواب: لا أظن أن الذي ينكر المنكرات يضعف إيمانه، إلا إن كان قصد الأخ -مثلاً- لو كان شاباً في قوة الشهوة والشباب، والمنكر الذي ينكره -مثلاً- هو أن يذهب إلى بيوت للفساد، أو بعض المتعرين أو المتبرجات، وينصحهم ويكلمهم، فهذه الحالات عارضة.
أما الأصل فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يزيد الإيمان ويزيد اليقين، وبركاته وثمراته عجيبة، ورب رجل وُعظ أو نُهي عن منكر بكلمة فهداه الله تبارك وتعالى وأنت تشعر أو لا تشعر، فهذه نعمة عظيمة، ولكن إن كان في إنكار المنكر مفسدة فعليك اجتنابه.
ويقول شَيْخ الإِسْلامِ: إذا ترتب على إنكار المنكر مفسدة عظيمة فإنك لا تنكر هذا المنكر.
كما لو رأيت امرأة متبرجة ولا تأمن على نفسك الفتنة إن كلمتها، فلا تكلمها أنت، ولكن يمكن أن يكلمها من كان شيخاً كبيراً مسناً، ويأمن على نفسه من الوقوع في الفتنة وأشباه ذلك.