للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[بعض المحاذير الشرعية في العزاء]

السؤال

العزاء عند أهل الميت وإعداد الولائم من القادرين وغير القادرين على ذلك لمدة ثلاثة أيام، فما هو حكم الإسلام في ذلك أثابكم الله؟

الجواب

هذه بدعة منكرة ولا يجوز أن تقر من أهل العلم والدعوة والصلاح، فحسبنا أن نعلم أن: {كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار} وأن: {من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد} ويترتب على ذلك من محظورات شرعية منها: ١ - تكليف أهل الميت مالا يطيقون مع أنه يجب أن نواسيهم وأن نعزيهم.

٢ - ومنها أن ينفق على هذه الولائم من تركة الميت وهذا حرام، وقد نهانا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عن ذلك: {وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِل} [البقرة:١٨٨]، وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه} فهذا المال من التركة هو من حق الورثة، وقد يكونون أيتاماً أو عجائز ضعفاء، والبعض يأخذ من التركة وينفق على الذين يأتون من أطراف الدنيا، لا يجوز ذلك، بل يكتفى -كما كان الحال أولاً- بشيء من القهوة أو الشاي من الأمور العادية التي لا مشقة فيها بالنسبة للمستقبلين، بل ينبغي أن يعلم أن السنة أن يصنع طعام لأهل الميت كما في الحديث: {اصنعوا لآل جعفر طعاماً} فنأتي ونعطيهم نوعاً من الطعام، ولا نأتي بالغنم معنا، ونقول: اصنعوا طعاماً؟ لا ليس هذا، بل نذهب إليهم بما يكفيهم للغداء أو العشاء، ولا نأتي بالذبائح ونجلس نأكل معهم، ونقول: نطبق السنة، لا إذا كنا لا نطبق سنة إلا ببدعة كبيرة فنترك السنة هذه، فهذا ليس من السنة، فالسنة أن تأتي إليه ومعك شيء من الطعام وتعطيه أهل الميت، أو شيء من الفاكهة أو الطعام المطبوخ -مثلاً- وتعطيهم إياه، هذه هي السنة إن شاء الله.