النساء في تلك الفترة -أيضاً- ابتلين بتطوير الجيش، الذي خسرنا عليه مليارات -والله يعوض خيراً- فتطوير الجيش وتحديثه قامت به عدة شركات أمريكية، وكان في كل القواعد الجوية الأمريكية نساء أمريكيات يعملن في القواعد وغير ذلك، ومن هذه الشركات (لوترب) وشركة (ماكدونلد) وشركات كثيرة في كل القواعد.
أما المستشفيات والخطوط السعودية فحدث ولا حرج -هذا أمر معروف وظاهر للجميع- فكانت المرأة تعمل في عدة قطاعات من المجتمع مع الرجل، وإن كان الغالب أنهن كافرات، لكن -أيضاً- وجدت بعض التعقيدات؛ فظهرت الدعوة التي تقول: لماذا لا تكون العاملات من أبناء الوطن وفي حدود شريعتنا وتقاليدنا؟ لماذا تظل هذه الوظائف حكراً على النساء الوافدات كالمذيعات في التلفزيون -مثلاً- أو الممرضات، أو المضيفات، أو العاملات في القطاعات الأخرى والشركات؟ وظهرت هذه الدعوة ووصل الحال إلى أن وزارة التخطيط تبنَّت بنفسها توظيف النساء، وخصصت لهن مكاتب كثيرة وتوظف النساء؛ وكما قال وزير التخطيط في الندوة التي عقدت في جدة: إن الوزارة تهدف إلى تهيئة الكوادر، ثم تصديرهن فيما بعد إلى الوزارات الأخرى، فبالطريقة هذه تصبح الوزارات جميعاً مختلطة، وما المانع أن يكون هناك موظف إلى جانبه زميلته موظفة في إطار وحدود شريعتنا وتقاليدنا.
في هذه الفترة ظهرت المطالبة بجامعة للبنات، ولكن كلما ظهرت فكرة جامعة البنات توأد ولا نسمع لها أثراً، فجامعة البنات قالوا في أول الأمر: إن التعليم سيكون إسلامياً؛ وأن المفتي هو المسئول عنه، وقالوا: لا، مع أن بعض الوزارات شققت في تلك الأيام إلى أربع وزارات، فوزارة المواصلات كم شقوا منها وزارة؟ ووزارة الداخلية كم شقوا منها وزارة؟ أموال كثيرة والحمد لله، ووظائف تراد أن تُفتح، فكثروا الوزارات إلا هذه، قالوا: الأحسن لو دمجت وزارة المعارف مع الرئاسة العامة، لأنه لو وضعنا جامعة للبنات ربما يختل عندهم هذا الشرط الذي يسعون إليه.
ثم قالوا: نريد أن يدرس الأبناء معلمات في المرحلة الابتدائية، وكتبوا ذلك، وكان لسماحة الشيخ عبد العزيز فتوى في الرد عليهم في ذلك، وأن هذا لا يجوز؛ لأنه يفتح باب الفتنة، فقالوا: تنازل يا سماحة الشيخ يدرسن إلى ثالث ابتدائي فقط، بعد ذلك تدخل من باب المدرسة لكن لا تدخل فصل سنة سادسة أي من ثالثة وتحت، تتقابل مع المدير والوكيل والفراشين والمراقبين، لكن سنة رابعة، وخامسة، وسادسة ما تقابلهم، فأرادوا أن يستغفلونا ويضحكوا علينا؛ ولكن قامت الدعوة -والحمد لله- ورفضتها الرئاسة؛ أما جامعة البنات فإنها لم تر النور بعد والله المستعان.