فموانع الدعاء كثيرة منها:- أكل الحرام، ومنها ما يتعلق بطريقة الدعاء، كأن يدعو الإنسان دعاءً معتدياً، والله تبارك وتعالى نهى عن ذلك، فقال:{إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}[البقرة:١٩٠] فالاعتداء في الدعاء كأن يدعو بما لا يليق بالله عز وجل أن يستجيب له، كأن يدعو بإثم أو قطيعة رحم، وما أشبه ذلك من موانع إجابة الدعاء.
فلو دعا الإنسان لنفسه بأمر، وأخل بأدب من آداب الدعاء، فربما تخلف كله لوجود مانع يمنع هذه الدعوة من الإجابة، إلا أن هناك أمراً يزيل كل هذه الموانع، وتستجاب الدعوة -بإذن الله- وهذا الأمر هو الدعاء بظهر الغيب كما أخبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:{يقول الملك: آمين! ولك مثل ذلك!} فيستجاب له في أخيه، وينادي الملك: ولك مثل ذلك.
والحكمة ظاهرة في هذا: لأنك بدعائك لأخيك تنتفي شبهة حظ النفس التي قد تفسد الإخلاص أحياناً، أما في دعائك لأخيك في ظهر الغيب، فالإخلاص فيه واضح؛ لأنه لا يعلم ولا يدري عنك أحد، وإنما أنت تنادي وتناشد وتتضرع إلى علام الغيوب -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- فيما بينك وبينه أن يفرّج عن أخيك هذه الكربة، وأن يرزقه، ويحفظه، ويعافيه، بما يفتح الله لك به من الدعاء لأخيك فالإخلاص متحقق، فمن هنا كانت هذه الدعوة جديرة بالإجابة.