إن القضية قضية إسلام يحارب، ومساجد تدكها المدافع والدبابات، ومصلون تلقى عليهم الغازات السامة، من قبل فجرة ملحدين، وبعضهم شيوعيون.
كل الأحزاب العلمانية قد سُرت وفرحت بذلك، في كل مكان؛ وأما المسلمون فلا بواكي لهم!! ولا أحد يعرف قضيتهم، بل لا أحد يتفهم حال الدعوة في الجزائر، وأنها قائمة على عقيدة السلف الصالح -والحمد لله- فالشيخ عبد الحميد بن باديس، ورابطة علماء السلف، رابطة سلفية نشأت على دعوة التوحيد التي قامت عليها البلاد، وأما التهم التي يتهمونه بها، فهي نفس التهم التي توجه إلى من أقاموا هذه البلاد، وأنشأوا هذه الدولة، وهي أنهم وهابيون ومارقون، وخوارج متطرفون، فهذه تهمة توجه إلى من أقام هذه الدولة على التوحيد والحمد لله.
ولذلك فإن من أكبر الألم عند المسلمين في الجزائر -ولا أقول الجبهة أو غيرها، بل المسلمين عامة- ألاَّ يجدوا التعاطف من أبناء هذه البلاد لقضيتهم، وألاَّ يتفهم أهل هذه البلاد ما يعانون لأنهم يريدون حكم الله، وتحكيم كتابه! والجبهة ليست حزباً سياسياً، واسألوا من يعرف الأحزاب، أو اقرءوا في صحيفة الحياة، أو في غيرها من الصحف، فـ الجبهة ليست حزباً سياسياً ضيقاً بالمعنى المعروف، بل إنها عبارة عن تجمع عام، والدليل: أن معظم الشعب -ثمانون في المائة- معهم، لأنه يريد كتاب الله وسنة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
إذاً فالغرض هو الإسلام، والهدف هو الإسلام، فعندما يُضرب فإنما يضرب الإسلام، وعندما تكون الطعنة النجلاء فإنما هي في صدر الإسلام، وليست لمجرد فلان أو علان من البشر، بل إنه دين الله، وكتاب الله، وسنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى إن البيان الذي تريد الحكومة الجديدة إخراجه هو باللغة الفرنسية، فإنهم أناس بعيدون عن الإسلام، وبعيدون عن العروبة التي تُزعم، متفرنجون في عقولهم، وآرائهم، وقوانينهم، وفكرهم، ومع ذلك يوجد فينا من يقف معهم -عياذاً بالله! - ونعوذ بالله من الضلالة.