ثم قال: 'هذا الشرك ينقسم إلى أكبر وأصغر' الشرك في المعاملة والعبودية ينقسم إلى أكبر وأصغر، ومغفور وغير مغفور، 'النوع الأول ينقسم إلى كبير وأكبر وليس شيء منه مغفور' النوع الأول شرك منه كبير، وشرك منه أكبر, ولا شيء منه أصغر، أما هذا النوع فمنه أكبر, كمن يصلي لغير الله أصلاً, أو كمن يكون رياؤه في أصل الدين، كالمنافقين الذين يشهدون أنه لا إله إلا الله رياءً، أما الذي يشهد أن لا إله إلا الله, وآمن بالله, وصدق بالرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبالقرآن عن حق, فرياؤه في بعض عبادته:(في جهاده أو في صلاته أو في دعوته) فهذا يدخل في الكبائر, وقد يحبط العمل وقد لا يحبطه, وذلك بحسب قوته, وهذا الذنب مغفور, وليس معنى قولنا مغفور: أنه لا يؤاخذ عليه، كلا! بل نقصد أنه داخل تحت المشيئة؛ بخلاف الشرك الأكبر، فإن الله تعالى لا يغفره، ثم ذكر بعد ذلك شيئاً من أنواع هذا الشرك، مثل: شرك الألفاظ, وشرك الإرادات, وشرك النيات إلى آخر ما ذكره رحمه الله تعالى مما بين به حقيقة هذا الذنب العظيم، نسأل أن يعافينا وإياكم والمسلمين من ذلك.
والله أعلم, وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.