ومن الأدلة أيضاً: قصة ماعز والغامدية رضي الله تعالى عنهما، فإنهما أتيا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يريدان أن يطهرهما.
والأمثلة في هذا كثيرة.
وقد أحببت بهذه المناسبة أن أدلكم على مرجع مفيد في هذا الباب وهو: كتاب التوابين، للإمام ابن قدامة رحمه الله، بتحقيق الشيخ عبد القادر الأرناءوط، أخي شعيب، وإن كنت أحب أن أنبهكم قبل ذلك إلى أن الكتاب لم يُعلَّق عليه في مواضع كان ينبغي أن يعلق عليه فيها، ولن تخفى على مثلكم إن شاء الله، منها: أن أغلب من يتوب كما في هذا الكتاب يترك الدنيا بالكلية، ويذهب في البراري وفي الجبال ويسيح، أو يعتكف في المساجد ويترك كل شيء بالكلية، وليس هذا من صفة التوبة الشرعية كما تعلمون؛ لكن في هذا الكتاب فوائد عظيمة جداً، ولا سيما الذين يتوبون من الطرب ومن الغناء أو من الفسق والفجور، كحال العالم اليوم والله المستعان.
ونقتصر على ذكر أو عرض بعض التوبات التي تتعلق بحال العاصي الذي كانت معصيته وسبب هدايته، وهو المناسب لموضوع الدرس اليوم، أما مجرد التوبة فالتوابون كثيرون والحمد لله.
وقد ذكر صاحب الكتاب قصة قاتل المائة أيضاً، ويكفي ذلك عنه.