قال تعالى:{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ}[البقرة:٧٤] أيها اليهود وصلبت عن قبول الحق.
{مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ}[البقرة:٧٤] أي: من بعد ذلك المذكور من إحياء القتيل وما قبله من الآيات.
{فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ}[البقرة:٧٤] في القسوة.
{أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً}[البقرة:٧٤] يعني: أشد من الحجارة.
{وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ}[البقرة:٧٤]، هنا أيضاً إدغام حيث أدغم التاء في الشين لأن أصلها:(يتشقق) فأدغمت التاء في الشين فصارت (يشقق).
{فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ}[البقرة:٧٤] أي: ينزل من علو إلى سفل من خشية الله، وهذه حقائق ليست مجازاً، فالجبل قد يسقط من خشية الله، وقلوبكم لا تتأثر ولا تلين ولا تخشع، وأنتم ثابتون على هذه القسوة! {وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}[البقرة:٧٤] يعني: وإنما يؤخركم لوقتكم، وفي قراءة:(وما الله بغافل عما يعملون)، وعلى هذا يكون التفات من الخطاب إلى الغيبة.