عادوا من جديد لظلم يوسف وأخيه، قالوا: إن هذا فعل كما فعل أخ له من قبل، يعنون بذلك يوسف نفسه عليه السلام، سبحان الله! انظر إلى المشاعر السوداء، فإلى هذه اللحظة ما زال الحقد على يوسف والظلم والجور بالنسبة لأخيه بنيامين موجوداً، قالوا: إن يفعل فهذا شأنه هو وأخوه، وهذه أخلاقهما.
((فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا)) أي: شر منزلة حيث سرقتم أخاكم يوسف من أبيكم، ثم طفقتم تفترون على البريء، فيوسف هو المسروق وليس هو السارق، وأنتم بأنفسكم الذين سرقتموه.
والعبارة التي أسرها يوسف في نفسه أنه:{أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ}[يوسف:٧٧] أي: من أمر يوسف، هذا على أحد التفسيرين.
أو قول آخر: أنه أسر ما قالوه في نفسه ثم استأنف فقال: ((أنتم شر مكاناً والله أعلم بما تصفون)).