قوله تعالى:{عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ}، ((عن)) هنا أيضاً بمعنى (في) أي: في النبأ العظيم يختصمون.
الاستفهام هنا لتفسير الخبر عن هذا النبأ.
قال ابن عباس وقتادة هو الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال مجاهد وقتادة: هو القرآن خاصة بدليل قوله تعالى: {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ}[ص:٦٧]{أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ}[ص:٦٨].
وعن قتادة: هو البعث من القبور، كما قال تعالى:{إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً}[النبأ:١٧].
وكلها متلازمة؛ لأن من كذب بواحد منها كذب بها كلها، ومن صدق بواحد منها صدق بها كلها.
قوله:{الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ} رجح بعض المفسرين القول بأن النبأ العظيم هو البعث؛ لأنه أتى بعده بدلائل وبراهين البعث، وعقبها بيوم الفصل:{إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا}.
قوله:{كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ} * {ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ} هذا ردع للمتسائلين، والمفعول محذوف، والتكرار هنا للمبالغة في عظمته.
والتقدير: سيعلمون حقيقة الحال، أو سيعلمون ما يحل بهم من العقوبات والنكال.
وفي (ثم) إشعار بأن الوعيد الثاني أشد؛ أشد من الوعيد في الآية الرابعة؛ لأنها تأتي للبعد والتفاوت النسبي، ففيها ردع وزجر شديد بل أشد وأشد، فبهذا الانتظار صار كأنه مغاير لما قبله.