خلاصة ما تشير إليه الآية: استجابة الله سبحانه وتعالى دعاء الشاكي الصادق إذا أخلص الدعاء.
عدم جواز تشبيه الزوجة بمحرم من المحرمات على التأبيد.
عدم جواز مس المرأة قبل أداء كفارة الظهار.
الكفارة مرتبة ولا يصار إلى التالية قبل العجز عن التي قبلها.
حدود الله يجب التزامها ولا يجوز تعديها.
وأما عن حكمة التشريع في هذا الموضوع: فإن الإسلام شرع الزواج عقداً دائماً غير مؤقت لا يقطعه إلا هادم اللذات أو أبغض الحلال إلى الله.
وبالزواج يحل للرجل كل شيء من زوجه في حدود ما أباحه الله تعالى له.
فإذا جاء الإنسان يريد أن يغير ما أباحه الله له فيجعل الحلال حراماً فقد ارتكب كبيرة لا محالة وتجاوز بذلك الحدود التي شرعها الله له، فلهذا كان عقابه كبيراً، وكانت أولى أمور الكفارة ما فيه فائدة للمجتمع، ألا وهي تحرير رقاب العبيد، وهذه إحدى سبل تحريرهم، فإذا لم يستطع شراء العبد وعتقه فليصم شهرين متتابعين، والصوم مدرسة تهذب خلقه، وتربي نفسه، وتقوي ما اعوج من تربيته، هذا إذا كان صحيح الجسم موفور الصحة، وإلا فإن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها، فالمريض الذي لا يستطيع الصوم ينتقل الواجب في حقه إلى المجتمع أيضاً؛ فيطعم ستين مسكيناً، وهكذا تنتقل خصال الكفارة بين فائدة المجتمع وفائدة الرجل نفسه.