{وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ}، {ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ} هذا تفخيم لأمر ذلك اليوم وتعظيم لشأنه، أي: أي شيء أعلمك به؟ فأنت لا تدريه مع أنه من أوجب ما تهمك درايته والبحث عنه، والخطاب للإنسان المتقدم أول السورة:{يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ}[الانفطار:٦] فهنا يخاطبه الله بقوله: (وما أدراك) أي: يا أيها الإنسان (ما يوم الدين)(ثم ما أدراك ما يوم الدين).
ثم فسر تعالى بعض شأنه ذلك اليوم فقال:{يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً} أي: لا يقدر أحد على نفع أحد ولا خلاصه مما هو فيه إلا أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى.
{وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} أي: أمر الملك الظاهر ونفوذ القضاء القاهر يومئذ لله وحده.
وهذا وعيد عظيم من حيث إنه عرفه بأنه لا يغني عنهم إلا البر والطاعة يومئذ، دون سائر ما كان قد يغني عنهم في الدنيا من مال وولد وأعوان وشفعاء.