قال الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم {لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ * وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ * وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}[البلد:١ - ٣]، (لا أُقْسِمُ) فيها قولان: القول الأول: أن معناها: أقسم، وإنما أدخلت (لا) في التوكيد، فـ (لا) زائدة، وهذا معهود في لغة العرب، كما قال الله تبارك وتعالى:{لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ}[الحديد:٢٩]، يعني: ليعلم، فهي مزيدة للتوكيد.
القول الثاني: أن هذا التركيب: (لا أقسم) صيغة من صيغ القسم.
فقوله تعالى:(لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ) يعني: أقسم بهذا البلد، وهو مكة المكرمة.