للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول)]

قال الله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المجادلة:١٢].

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ) يعني: إذا ساررتم الرسول صلى الله عليه وسلم، ((فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً) أي: قبل مسارته في بعض شئونكم قدموا صدقة لله تبارك وتعالى.

وفي ذلك تعظيم لمقام النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه إحسان إلى الفقراء والمساكين ببذل الصدقة قبل مناجاة النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه تمييز بين المؤمن والمنافق.

((ذَلِكَ) أي: ذلك التقديم ((خَيْرٌ لَكُمْ) أي: لأنفسكم؛ لما فيه من مضاعفة الأجر والثواب، والقيام بحق الإخاء بالعون لذوي المسكنة بالمواساة والمؤنة.

((وَأَطْهَرُ) أي: أطهر لأنفسكم من رذيلة البخل والشح، ومن حب المال وإيثاره الذي قد يكون من شعار المنافقين.

وكأن الأمر بالتصدق المذكور نزل ليتميز المؤمن من المنافق؛ فإن المؤمن تسخو نفسه بالإنفاق كيفما كان، والثاني يغص به ولو في أضر الأوقات، ومعظم أوامر السورة هو التصدق.

((فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا))، ما تتصدقون به أمام مناجاتكم الرسول صلوات الله عليه.

((فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ))، لمن لم يجده، إذ لم يحرجه ولم يضيق عليه رحمة منه.