في هذه القصة جواز التشبيه من الجهة العامة وإن اختلفت الجهة الخاصة، لأن أصحاب الفيل كانوا على باطل محض، وأصحاب هذه الناقة كانوا على حق محض، لكن جاز التشبيه من جهة إرادة الله تعالى منع الحرم مطلقاً، أما من أهل الباطل فواضح، وأما من أهل الحق فللمعنى الذي تقدم ذكره، وهو كيلا يحصل قتال يؤدي إلى قتل المؤمنين المستخفين بإيمانهم.
وفيه ضرب المثل، واعتبار من بقي بمن مضى، قال الخطابي: معنى تعظيم حرمات الله في هذه القصة ترك القتال في الحرم؛ لأن الرسول عليه السلام أقسم وقال:(والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها) فتعظيم حرمات الله يعني: ترك القتال في الحرم، والجنوح إلى المسالمة، والكف عن إراقة الدماء.
واستدل بعضهم بهذه القصة لمن قال من الصوفية: علامة الإذن التيسير وعكسه، وفيه نظر، يعني: علامة إذن الله في الشيء أن ييسره لك، وعلامة عدم إذن الله فيه ألا ييسره لك، يقول الحافظ: وفيه نظر؛ لأن الإنسان يأخذ بأقصى طاقته عند الشروع في الأعمال، فإذا سد باب حول إلى باب آخر، ولا يستسلم ويقول: علامة الإذن التيسير وعكسه.