يؤخذ من هذه الآية: أن إخلاف الوعد والكذب من خصال النفاق، فيكون الوفاء والصدق من شعب الإيمان.
وفيها المعاقبة على الذنب بما هو أشد منه، لقوله:(فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه).
واستدل بها آخرون على أن مانع الزكاة يعاقب بترك أخذها منه، كما فعل بمن نزلت الآية فيه، وهذا يحتاج إلى دليل صحيح، والدليل ليس بصحيح كما ذكرنا.
وقال الرازي: ظاهر الآية يدل على أن نقض العهد، وخلف الوعد؛ يورث النفاق، فيجب على المسلم أن يبالغ في الاحتراز عنه، فإذا عاهد الله في أمر فليجتهد في الوفاء به.
ومذهب الحسن البصري في هذه الآية: أن هذا يوجب النفاق لا محالة، وتمسك فيه بهذه الآية الكريمة، فكان الحسن البصري يرى أن من نقض العهد وأخلف الوعد يصير بذلك منافقاً نفاقاً أكبر، وتمسك بهذه الآية، وتمسك أيضاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم:(ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن صلى وصام وزعم أنه مؤمن: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان).
لكن رد عليه بعض العلماء مثل الرازي في تفسيره.
وقوله تعالى:(فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه) هذا دليل على أن الناس الذين نزلت فيهم هذه الآية يموتون على النفاق، والهاء تعود للفظ الجلالة، والمراد باليوم: يوم القيامة، وله نظائر كثيرة في التنزيل.