قال بعضهم: في الآية لزوم إجابة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعا إلى الجهاد، وكذا دعاء الأئمة إليه، ومثل الجهاد الدعاء إلى سائر الواجبات، وفي ذلك تأكيد للوجوب.
وكما هو معلوم أن هناك حالات يصير الجهاد فيها فرض عين على كل مسلم منها: حالة النفير العام، فإذا استنفر الإمام المسلمين وجب على جميع المسلمين أن ينفروا، فالنفير العام من الإمام يوجب تحول الجهاد إلى الوجوب العيني، ويتأكد ذلك من وجوه: الأول: ما ذكره من التوبيخ في قوله: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا))، فهذا يؤكد الوجوب.
الثاني: في قوله تعالى: ((اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ)) أي: ملتم إلى المنافع والدعة واللذات.
الثالث: في قوله {أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا} فهذا زجر.