قوله تعالى:((أَفَلَمْ يَنْظُرُوا)) يعني: هؤلاء المكذبون بالبعث المنكرون قدرتنا على إحيائهم بعد فنائهم ((أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ)).
((كَيْفَ بَنَيْنَاهَا)) أي: رفعناها بغير عمد، وكما جاء في الآيات الأخرى:{بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا}[الرعد:٢] ومن ثم ذهب بعض المعاصرين ممن يعتمدون التفسير العلمي لبعض آيات القرآن الكريم أن هناك أعمدة بين هذه الكواكب وبين البنيان الذي في السماء، ولكنها غير مرئية، فكأنه استدل بمفهوم قوله تعالى:((بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا)) يعني: بعمد لا ترونها، وذهب إلى أنها هي قوى التجاذب وهذه الأشياء المعروفة.
((وَزَيَّنَّاهَا)) أي: زيناها بالنجوم.
((وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ)) يعني: ما لها من صدوع وشقوق، ولا نجد فيها تجاويف أو فراغات كقوله تعالى:{الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ}[الملك:٣ - ٤] أي: وهو كليل عن أن ترى عيباً أو نقصاً.