للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وجه الثناء والمدح لإبراهيم في قوله: (فراغ إلى أهله)]

قوله: ((فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ)) متضمن وجوهاً من المدح وآداب الضيافة وإكرام الضيف.

منها: قوله: ((فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ)) والروغان: الذهاب بسرعة واختفاء، وهو يتضمن المبادرة إلى إكرام الضيف، والاختفاء يتضمن ترك تخجيله وألا يعرض للحياء، وهذا بخلاف من يتثاقل ويتبارد على ضيفه.

أي: بخلاف من يكون بارداً بطيء الحركة أو هادئ الأعصاب لا يبالي بهذا الأمر.

وقوله: فهذا بخلاف من يتثاقل ويتبارد على ضيفه، ثم يبرز بمرأى منه، ويحل صرة النفقة ويزن ما يأخذ.

هذا من قبل حيث كانت الأموال من الدراهم والدنانير توزن، وفي معناها الآن الريالات والفلوس كأن يفتح الدرج أو المحفظة ويخرج الفلوس ليشتري بها الطعام للضيف أمام الضيف.

فيقول: وهذا بخلاف من يتثاقل ويتبارد على ضيفه ثم يبرز بمرأى منه، ويحل صرة النفقة ويزن ما يأخذ، ويتناول الإناء بمرأى منه، ونحو ذلك مما يتضمن تخجيل الضيف وحياءه، فلفظة (راغ) تنفي هذين الأمرين.

وفي قوله تعالى: ((فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ)) مدح آخر له لما فيه من الإشعار أن كرامة الضيف معدة حاصلة عند أهله، وأنه لا يحتاج أن يستقرض من جيرانه ولا يذهب إلى غير أهله؛ إذ قرى الضيف حاصل عندهم.