قال تبارك وتعالى من قبل:{وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ}[آل عمران:٢٨]؛ وقال هنا أيضاً:{وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ}[آل عمران:٣٠] فكرره؛ ليكون على بالهم ولا يغفلون عنه.
وقيل: التكرار هنا ليس للتأكيد فحسب، بل فيه إشارة إلى أن تحذير الله سبحانه وتعالى في قوله:((وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ))، باعثه، والدافع له هو رأفة الله سبحانه وتعالى ورحمته بعباده؛ لأنه سبحانه وتعالى غني عن تعذيبهم، قال عز وجل:{مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ}[النساء:١٤٧]، الله سبحانه لا يريد أن يهلككم أو يعذبكم؛ لأنه رحيم بكم، ورءوف بكم، ومن رأفته أنه يحذركم نفسه حتى لا تتعرضوا لعقابه، وكذلك قال:((وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ)).