للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فائدة في تعدد أسباب النزول]

يقول القاسمي: وبمثل هذه الرواية يستدل على أن مراد السلف بقولهم: ونزلت الآية، الاستشهاد بها في قضية تنطبق عليها كما بيناه مراراً.

إذاً: هذا دليل من الأدلة التي تؤيد هذا البيان الذي امتاز القاسمي رحمه الله تعالى ببيانه في كل مناسبة كما تلاحظون، بخلاف التفاسير الأخرى.

فالقارئ أحياناً إن لم يكن عنده خبر في هذه القضية يضطرب ويقول: هل معظم الآيات تعدد فيها النزول؟

و

الجواب

أنه لم يتعدد النزول في الغالب، لكن قد يكون المقصود بقولهم: نزلت في كذا ونزلت في كذا، أي: أن حكم هذه الواقعة مما يشمله عموم هذه الآية، أو أن معناها يشمل هذه الواقعة، فكذلك هنا قوله في هذا الحديث: (ونزل القرآن: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا} [المزمل:١ - ٢]) هو بمعنى الاستشهاد بالآية في قضية تنطبق عليها، وليس المقصود إطلاق سبب النزول في كل حالة.

وقد يتعدد النزول، لكن هذا قليل، فلا يتوهمن متوهم أن ما يوجد في بعض كتب التفاسير من ذكر أسباب كثيرة للنزول بعد صحة السند، بل إذا صح السند في أكثر من سبب، فإما أن يكون تكرر النزول، وإما يحمل على هذا المعنى الذي ذكرناه، وهو شمول المعنى وعمومه.