في هذه السورة أّمن الله تعالى أولياءه من أعدائهم، وزادهم الإغناء الكلي عن الأشياء، وذلك لما آمنوا به سبحانه وتعالى، وفيها أيضاً بعض الكرامات العجيبة التي هي ثمرة من ثمرات الإيمان، وهذا كله من أعظم مقاصد القرآن، فهو يبين لهم ثمرة الإيمان، وعواقب أهل الإيمان، وكيف أن الله يكرم أهل الإيمان.
وهي سورة مكية، وقيل: أولها إلى قوله: (جرزاً)، وقوله:(واصبر نفسك)، وقوله:(إن الذين آمنوا): إنها مكية كلها، وآيها مائة وعشرة، وقد روي في فضلها أحاديث كثيرة ساقها الحافظ ابن كثير وغيره.
ومن أشهر وظائف سورة الكهف: استحباب تلاوتها يوم الجمعة، وقد صح في ذلك بعض الأحاديث، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم:(من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق)، وفي حديث آخر:(من قرأ سور ة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور إلى الجمعة التي تليها).
ومعلوم أيضاً فضائل أول عشر آيات من سورة الكهف، فهي عصمة من فتنة المسيح الدجال.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم:{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا}[الكهف:١].