للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير قوله تعالى: (قيل يا نوح اهبط بسلام منا)]

لقد أخبر تعالى عما قال لنوح عليه السلام بعد أن أرست السفينة على الجودي بقوله: {قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ} [هود:٤٨].

ذكر في إحدى الجرائد في أمريكا -وعندي صورة المقالة- أنه اكتشف هيكل أو جسم سفينة نوح عليه السلام في منطقة فيها تسمى الجودي، وهناك بعض القنوات في التلفاز في أمريكا مختصة بالقضايا العلمية أو الظواهر الطبيعية، ومن ضمن هذه البرامج حلقة مخصوصة عن سفينة نوح عليه السلام، وقد أرسل لي أحد الإخوة شريطاً، لكني حتى الآن لم أتمكن من رؤيته؛ لأني أعرف أن الناس الذين عندهم (فيديو) غالبهم غير ملتزمين بالدين، فلا نحب أن نظهر لهم الاحتياج إليهم حتى نرى، لكن قرأت التعليق على هذا الشريط في الجريدة، وذكروا أنه اكتشفت سفينة نوح في هذا المكان.

((قيل يا نوح اهبط)) أي: أنزل من السفينة.

((بسلام منا)) أي: بسلامة منا.

((وبركات عليك وعلى أمم ممن معك)) أي: ممن معك في السفينة على دينك وطريقتك إلى آخر الزمان ((وأمم)) أي: ومنهم أمم ((سنمتعهم)) أي: في الحياة الدنيا لتعلقهم بها ((ثم يمسهم منا عذاب أليم)) أي: في الدنيا أو في الآخرة أو فيهما.

في الحقيقة أن من إعجاز القرآن الكريم تكرر حرف الميم فيها كثيراً، ومع ذلك لا يشعر القارئ بأي ثقل له على اللسان، مع أنه لو كان في غير القرآن لشعرت بثقل الحرف، لكن مع تكراره لا تكاد تشعر بهذا التكرار، هذا أيضاً مما أشار إليه بعض العلماء في إعجاز القرآن الكريم.