للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[إخبار الله لنبيه محمد عليه الصلاة والسلام بقصة إبراهيم علم من أعلام النبوة وصدقها]

وفيه أمر آخر: وهو التنبيه على أن إتيان هذا إليك علم من أعلام النبوة.

أي: إشارة إلى أنك من قبل القرآن ما كنت تعلم شيئاً من هذه الأحاديث، يقول عز وجل: {تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا} [هود:٤٩] فكذلك قوله تعالى هنا: ((هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ)) إشارة إلى أن الرسول عليه الصلاة والسلام لا ينطق إلا بالوحي، وأن ما علمه من هذه الأخبار إنما هو بوحي لم يكتسبه بنفسه.

ثم قال: فهذا العلم الذي يأتيك علم من أعلام النبوة فإنه من الغيب الذي لا تعلمه أنت ولا قومك، فهل أتاك من غير إعلامنا وإرسالنا وتعريفنا أم لم يأتك إلا من قبلنا؟ فانظر ظهور هذا الكلام بصيغة الاستفهام، وتأمل عظمة موقعه من جميع موارده، يشهد أنه من الفصاحة في ذروتها العليا.