يقول المفسر رحمه الله تعالى:[الحمد لله جملة خبرية قصد بها الثناء على الله بمضمونها، من أنه تعالى مالك لجميع الحمد من الخلق، أو مستحق لأن يحمدوه، والله علمٌ على المعبود بحق] يعني: كلمة إله تطلق على المعبود سواءً كان معبوداً بحق أم معبوداً بغير حق.
لذلك يطلق على كل ما عبد من دون الله إله، فالشيطان -مثلاً- إله يعبد بدون حق، قال الله:{أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ}[يس:٦٠]، {يَا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ}[مريم:٤٤].
إذاً: الشيطان يعبد من دون الله بغير حق، والمال إله يعبد من دون الله بغير حق:(تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم)، والأصنام آلهة باطلة، وهكذا، فكل ما عبد عموماً مطلقاً فهو إله سواءً في ذلك الذي يعبد بحق أم بغير حق، والله سبحانه وتعالى وحده هو الإله المعبود بحق، لا إله إلا الله، معناها: لا إله حق إلا الله.
(لا) في قوله: لا إله ما إعرابها؟ (لا) نافية للجنس.
فأين خبرها؟ خبرها مقدر تقديره (حق) أي: لا إله حق إلا الله، ولا يجوز أن يقدر خبر (لا) النافية للجنس بكلمة موجود؛ لأنه توجد آلهة باطلة.
وجملة (الحمد لله) المقصود بها الثناء على الله سبحانه وتعالى، من أنه تعالى مالك لجميع الحمد من الخلق، أو مستحق لأن يحمدوه، والحمد هنا بمعنى: الثناء على الله سبحانه وتعالى بما هو أهله من صفات الجمال والكمال.