قال الله تعالى:{فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ}[الدخان:٥٩] أي: ما يحل بهم من عذاب بسبب باطلهم.
قوله:((إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ)) أي: منتظرون عند أنفسهم غلبتك، أو المقصود بقوله:((إنهم مرتقبون)) ما ورد في قوله تعالى: {نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ}[الطور:٣٠] فهم يرتقبون موتك، فارتقب كما قال تعالى:{فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ}[التوبة:٥٢] أنتم انتظروا ونحن سننتظر، وسنعلم لمن تكون العاقبة:{وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ}[الرعد:٤٢].
فقوله تبارك وتعالى هنا:{فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ} وعد له صلى الله عليه وسلم بالنصرة والفتح عليهم، ووعيد لهم، وقد أنجز الله وعده، كما قال سبحانه وتعالى:{كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي}[المجادلة:٢١]، وقال عز وجل:{إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ}[غافر:٥١].