[مؤامرة الغرب على المرأة المسلمة]
وحقيقة أن الغرب يحسدنا؛ فكلام الغرب في قضية المرأة بالذات هي عملية حسد، وليس أكثر من هذا، فإذا حسدونا على السلام وعلى التأمين، أفلا يحسدوننا على المرأة التي ما زالت عفيفة مصونة محترمة، لها قيمتها ولها احترامها ولها وزنها؟! فهي مؤامرة لإخراج المرأة من بيتها، وهذه أكبر شيء يطعن المسلمين في القلب، ويلحق ديار المسلمين ومجتمعات المسلمين بـ (الغابات) المتحدة الأمريكية وغيرها، فلا ينبغي لنا أن نتأثر بمنهج العولمة الذي يلزم في الوقت الجديد أن تخرج المرأة بأية طريقة، حتى إنه قد يحصل خداع لبعض الأخوات المسلمات، فتريد إحداهن أن تخرج من بيتها، وأن تُرشح في مجلس الشعب، وهذه بدعة وضلالة ما حصلت من قبل، وليس هناك داع أن ننخرط في مناهج هؤلاء الكفار.
فنحن المسلمين حالنا كحال حزب الوفد الذي تحالف مع بعض الأحزاب لما كان ضعيفاً جداً، فلما وصل إلى ما يريد تخلص ممن استعملهم كعامل مساعد، فلا ينبغي لنا أن نتورط في مثل هذا.
وأما خروج مسلمة متدينة فاضلة لانتخابات مجلس الشعب فهذا لا ينبغي، وهل الرجال استطاعوا أن يعملوا شيئاً؟! فالرجال ما عملوا شيئاً حتى تأتي امرأة وتدخل في الانتخابات، فيجب على المرأة أن تقر حيث أمرها الله سبحانه وتعالى، فكيف تخرج في وسط هؤلاء الناس، وفي وسط هذه الأوضاع العجيبة؟! وأي مكسب ستجنيه؟! وماذا فعل الرجال من قبل حتى تصنع مثله النساء؟! فالشرع رفض أن تؤذن المرأة في الصلاة، أو تؤم المصلين، ولا تجب عليها صلاة الجماعة، ولا الجهاد؛ لأن الأصل هو القرار في البيت، كما قال تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} [الأحزاب:٣٣].
وأيضاً القرار في البيت ليس تعطيلاً لنصف المجتمع كما يرجف الملاحدة ويزعمون، فالمرأة التي في بيتها ليست عاطلة، بل هي العاملة في الوظيفة المقدسة، كما يقول النبي عليه الصلاة والسلام: (المرأة راعية في بيت زوجها)، فهذه هي الوظيفة الأساسية للمرأة.
أما المرأة الخارجة هذه فهي امرأة هاربة من مسئوليتها، وهناك حالات استثنائية، يعني: أنه يعفى عن المرأة في بعض الظروف، خاصة في هذا الزمان؛ فبعض النساء قد يكون لهن ظروف تعذرهن في الخروج للعمل؛ لكن القاعدة أن كثيراً من النساء يصرفن المرتب في المساحيق والزينة والملابس، فالله المستعان! يقول الدكتور نور الدين عتر: حدثني صديق أنهى تخصصه العالي في أمريكا حديثاً: أن في الأمريكيين أقواماً يتبادلون زوجاتهم لمدة معلومة، ثم يسترجع كل واحد زوجته المعارة، فيعيرها كما يعير القروي دابته، أو الحضري في بلادنا شيئاً من متاع بيته! يقول الشاعر: إيه عصر العشرين ظنوك عصراً نير الوجه مسعد الإنسان لست نوراً بل أنت نار وظلم مذ جعلت الإنسان كالحيوان فادعوا المساواة، ولكنها مساواة بين الإنسان وأخيه الحيوان.
ونحن نحتاج هنا إلى وقفة، وبالذات إذا ذكرنا قضية الرهبنة، وسوف نشير إشارة لابد منها فنقول: إذا نظرنا إلى شؤم هذه الرهبانية وماذا صنعت في الإنسانية، فسنجد أن الرجل كان يمدح بها عندهم، وكان يقال: فلان الفلاني مكث في بئر نزح ماؤه خمسين سنة، أي: وهو قاعد في بئر نزح ماؤه، ومعتزل فيه؛ كي يقرصه البعوض والذباب وهذه الحشرات، ويتقرب إلى الله بذلك! ويقول الواحد منهم: لقد كنا فيما مضى يمكث الواحد منا عشرات السنين لا يمس جسده الماء، وها نحن الآن ندخل الحمامات! أي أنه يقول: نحن الآن في انحراف عن هذا الهدي؛ لأننا الآن ندخل الحمامات.
ومن دخل ديراً سوف يجد ذلك، ولا أريد أن أدخل في التفاصيل، فسوف يجد الناس في داخل الدير المعتزلين هناك، وسيجد أن التراب الأسود على وجوههم قد أصبح زيادة على سواد الكفر؛ لأنهم لا يتنظفون، ولا ينظفون أنفسهم، بل يزعمون أن هذا يقرب إلى الله سبحانه وتعالى.
ونحن لا نتكلم على النظافة في الإسلام وسماحة الإسلام؛ فهذا أمر فوق الوصف، فالإسلام جاء بنظافة العقيدة؛ وذلك بتزكية القلب بالتوحيد، وبلا إله إلا الله، والكفر بالأوثان التي يشرك بها مع الله سبحانه وتعالى.
وهكذا جاء بنظافة الأخلاق، ونظافة الأجسام والأبدان، ونظافة السلوك، ونحو ذلك، فهو دين النظافة في كل شيء ولله الحمد، فإن الله جميل يحب الجمال.