بعد هذا الحوار التفت موسى إلى السامري {قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ}، أي: ثم أقبل على السامري وقال له منكراً: ما شأنك فيما صنعت؟ وما دعاك إليه؟ {قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ}[طه:٩٦] أي: فطنت لما لم يتفطنوا له، {فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا}[طه:٩٦] يعني: كنت من قبل قد قبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها، يعني: ألقيتها في الحلي المذاب حتى صار عجلاً حيا، {وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي}[طه:٩٦] أي: حسنته وزينته، ((قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا)) [طه:٩٧] يعني: وإن لعذابك موعداً {لَنْ تُخْلَفَهُ وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا}[طه:٩٧] أي: لنصيرنه رماداً في البحر بحيث لا يبقى منه عين ولا أثر.