أي: ما هو من إلقاء الشيطان المطرود عن بلوغ هذا المقام، كما في قوله تعالى:{وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ * وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ * إِنَّهُمْ عَنْ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ}[الشعراء:٢١٠ - ٢١٢] فهذا أيضاً نفي لقولهم: إنه كهانة، فرد الله هذا بقوله:{وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ}.
{فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ} أي: أي مسلك تسلكون، وقد قامت عليكم الحجة، لا جرم أنكم بعد هذه المزاعم في الوحي قد بعدتم عن الصواب.
قال الزمخشري قوله تعالى:(فأين تذهبون) استضلال لهم كما يقال لتارك الجادة اعتسافاً أو ذهاباً في بنيات الطريق: أين تذهب؟ مثلت حالهم بحاله في تركهم الحق وعدولهم عنه إلى الباطل.