[أم المؤمنين صفية تذكر عن أبيها وعمها معرفة الرسول المبشر به]
ومن ذلك أيضاً قصة ذكرتها أم المؤمنين صفية بنت حيي رضي الله تعالى عنها عن أبيها وعمها، وكان أبوها وعمها يهوديين، قالت صفية رضي الله تعالى عنها:(لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ونزل قباء غدا عليه أبي حيي بن أخطب وعمي أبو ياسر مغلسين -أي: في وقت الغلس، وهو الظلمة التي تكون بعد طلوع الفجر- فلم يرجعا حتى كان غروب الشمس، فأتيا كالين كسلانين ساقطين يمشيان الهوينى، فهششت إليهما، فما التفت إلي أحد منهما، فسمعت عمي يقول لأبي: أهو هو؟ قال: نعم والله! قال: أتثبته وتعرفه؟ قال: نعم، قال: فما في نفسك منه؟ قال: عداوته والله ما بقيت أبداً)، فهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، ولكن هذا هو جحود اليهود ونكرانهم.