[وجه الثناء والمدح لإبراهيم في قوله:(فقربه إليهم فقال ألا تأكلون)]
قوله:((فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ)) متضمن المدح وآداباً أخرى، وهو إحضار الطعام بين يدي الضيف، بخلاف من يهيئ الطعام في موضع ثم يقيم ضيفه فيورده عليه.
وقوله:((أَلا تَأْكُلُونَ)) فيه مدح وآداب أخر، فإنه عرض عليهم الأكل بقوله:((أَلا تَأْكُلُونَ))، وهذه صيغة عرض مؤذنة بالتلطف، بخلاف من يقول: ضعوا أيديكم في الطعام كلوا تقدموا ونحو هذا.
قوله:((فأوجس منهم خيفة)) لأنه لما رآهم لا يأكلون من طعامه أضمر منهم خوفاً أن يكون معهم شر؛ فإن الضيف إذا أكل من طعام رب المنزل اطمأن إليه وأنس به، فلما علموا منه ذلك ((قالوا لا تخف)) أي: قد فهمنا أنك قد خفت منا، وأفهموه أنهم ملائكة والملائكة لا تأكل ولا تشرب، وهذا هو السبب والعذر الذي من أجله لم يأكلوا ((قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم)).