قوله تعالى:{قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ}[الأنعام:١٢] يعني: إن لم يقولوا هم وإن لم يجيبوك ويقولوا: (لله) فقل أنت: (لله)، فإنه لا جواب غيره.
وقوله:{كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ}[الأنعام:١٢] أي: قضى على نفسه الرحمة فضلاً منه، وفيه إشارة وترغيب لهم في الإيمان، وتلطف بهم كي يقبلوا على الإيمان؛ لأن الله سبحانه وتعالى رحيم ورءوف بعباده.
وقوله:{لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ}[الأنعام:١٢] يعني: ليجازينكم بأعمالكم.
وقوله:(لا ريب فيه) يعني: لا شك فيه.
وقوله:{الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ}[الأنعام:١٢] يعني: بتعبيدها لغير الله {فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ}[الأنعام:١٢] و (الذين) مبتدأ وقوله: (فهم لا يؤمنون) خبره.
وقد جاء في معنى هذه الآية الكريمة ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لما خلق الله الخلق كتب في كتاب فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي تغلب غضبي) متفق عليه.
وفي البخاري:(إن الله كتب كتاباً قبل أن يخلق الخلق أن رحمتي سبقت غضبي) وفي رواية: (أن الله لما خلق الخلق) إلى آخره.
وقال أبو السعود: ومعنى سبق الرحمة وغلبتها أنها أقدم تعلقاً بالخلق وأكثر وصولاً إليهم، مع أنها من مقتضيات الذات المفيضة للخير.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.