[تفسير القاسمي والرازي للآيات الأربع الأول من سورة الذاريات]
يقول القاسمي رحمه الله تعالى: ذكرنا أن هذه الأمور الأربعة يجوز أن تكون أموراً متباينة، كما قلنا مثلاً في الذاريات: هي الرياح، وفي الحاملات: هي السحب، وفي الجاريات: هي السفن أو الكواكب، وفي المقسمات: هي الملائكة، ويجوز أن تكون أمراً له أربعة اعتبارات وهو الرياح، والمأثور عن علي رضي الله عنه:(أن الذاريات هي الرياح، والحاملات هي السحاب، والجاريات هي السفن، والمقسمات هي الملائكة) واختار بعضهم في الجاريات أنها الكواكب؛ ليكون ذلك ترقياً من الأدنى إلى الأعلى، بحيث تكون الرياح، ثم فوقها السحاب، ثم فوق السحاب الكواكب أو النجوم، ثم فوق كل ذلك الملائكة.
واستظهر الرازي أن الأقرب أن تكون الصفات الأربع للرياح، واللفظ متسع لكل هذه المعاني.
فإن قيل: إن الصفات الأربع صفات للرياح فإن فائدة الفاء لبيان ترتيب الأمور في الوجود، وإن قيل: إنها أمور أربعة متباينة فالفاء للترتيب الذكري أو حسب الرتبة كما بينا.