قال تعالى:{وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}[النساء:١٤]، في قسمة المواريث وغيرها.
{وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ}، يعني: بتجاوز أحكامه وفرائضه في الميل والجور.
{يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ}؛ لكونه غيَّر ما حكم الله به، وضاد الله في حكمه، وهذا إنما يصدر عن عدم الرضا بما قسم الله وحكم به، ولهذا يجازيه بالإهانة في العذاب الأليم المقيم، وقد روى أبو داود في باب الإضرار في الوصية من سننه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(إن الرجل ليعمل أو المرأة بطاعة الله ستين سنة ثم يحضرهما الموت فيضاران في الوصية، فتجب لهما النار، وقرأ أبو هريرة قوله تعالى:{مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ}[النساء:١١]، حتى بلغ {ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ})، ورواه الإمام أحمد بسياق أتم ولفظه:(إن الرجل ليعمل بعمل أهل الخير سبعين سنة، فإذا أوصى حاف في وصيته، فيختم له بشر عمله فيدخل النار، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الشر سبعين سنة، فيعدل في وصيته، فيختم له بخير عمله فيدخل الجنة، قال: ثم يقول أبو هريرة واقرءوا إن شئتم {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ}، إلى قوله:{عَذَابٌ مُهِينٌ}).
ثم بين تعالى بعضاً من الأحكام المتعلقة بالنساء إثر بيانه لأحكام المواريث، وكما تعلمون فإن هذه السورة من الطوال حملت اسم النساء لتضمنها الكثير من تفاصيل أحكام النساء، فبعدما فصل الله سبحانه وتعالى أحكام المواريث، ذكر بعض الأحكام المتعلقة بالنساء.