سأل جماعة النبي صلى الله عليه وسلم:(أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه؟ فنزل: ((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ)) [البقرة:١٨٦]) يعني: قريب منهم بعلمي.
ويلاحظ أن هذه الآية امتازت عن غيرها من آيات السؤال كقوله تعالى:{يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ}[النساء:١٧٦]، يسألونك عن كذا، قل كذا، لكن في هذا الموضع بالذات لم يأت بصيغة يسألونك عن الله فقل إني قريب، لماذا؟ فالله سبحانه وتعالى هو الذي يبادر ويخبر العباد بهذه الحقيقة، فمن رحمته بهم يفتح لهم هذا الباب من الخير الذي هو باب الدعاء.
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ} أي: قريب منهم، ويفسر القرب بالعلم بالسمع بالبصر بالإحاطة، وليس المقصود القرب بالذات، فإن الله سبحانه وتعالى بائن من خلقه لا يمتزج بهم، تعالى الله عن ذلك.
{أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} يعني: أجيبه ما سأل.
{فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي} يعني: يجيبوا لي دعائي لهم بالطاعة.
{وَلْيُؤْمِنُوا بِي} يعني: يدوموا على الإيمان ويثبتوا عليه.