[المقصود من قوله تعالى:(يأ أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا)]
قال الرازي: اعلم أن المقصود من هذه الآية المبالغة في تحريم قتل المؤمنين، وأمر المجاهدين بالتثبت فيه؛ لئلا يسفكوا دماً حراماً بتأويل ضعيف.
وفي (الإكليل) استدل بظاهرها على قبول توبة الزنديق إذا أظهر الإسلام، وعلى أن الكافر يحكم له بالإسلام إذا أظهر ما ينافي اعتقاده، على قراءة السلام إذا قرأناها:(ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلم).
وفي الآية وجوب التثبت في الأمور خصوصاً القتل.
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في فتح الباري: في الآية دليل على أن من أظهر شيئاً من علامات الإسلام لم يحل دمه حتى يختبر أمره؛ لأن السلام تحية المسلمين، وكان تحيتهم في الجاهلية بخلاف ذلك، فكانت هذه علامة.
وأما على قراءة السلم:(ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلم) السلم المراد به: الانقياد، والانقياد علامة من علامات الإسلام.