تدعون في معناها قولان: القول الأول: يقال: دعوت وادعيت، مثل: خبرت واختبرت فالمعنى: هذا الذي كنتم به تدعون وتطلبونه، ألم يكونوا يقولوا كما حكى الله عنهم:{وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ}[ص:١٦]؟ أليسوا هم القائلين ما حكى الله عنهم:{اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}[الأنفال:٣٢]؟ إذاً: المعنى: هذا الذي كنتم تطلبونه وتدعوننا وتسألوننا إياه وتستعجلون نزوله بكم وهو العذاب.
القول الثاني:{هَذَا الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ}[الذاريات:١٤] أي: هذا الذي كنتم من أجله تدعون الأباطيل والأكاذيب، حيث كنتم تدعون أنكم إذا متم لا تبعثون.