فهذا الموضوع من الموضوعات المهمة والشيقة، حتى أن كتب البراهمة في الهند يوجد فيها بشارات في غاية الصراحة، ويوجد عندي صور منها، وهي مكتوبة باللغة السانسكريتية القديمة، وهي لغة البراهمة، وهي تذكر كلمة أحمد في غاية الوضوح، ويقول بعض الباحثين: إن أصل الديانة البرهمية -على التحريف الذي دخل عليها- هي الملة الإبراهيمية.
وقد قرأت فيها أشياء في غاية العجب، ففيها وصف عجيب لغزوة بدر بأعداد الصحابة، وأعداد جيش الكفار، وأرجو فيما بعد أن تحصل فرصة نتكلم فيها بالتفصيل، لكن أنقل بواسطة العقاد بعض النصوص الموجودة في كتب البراهمة، حيث يقول: إن اسم الرسول العربي أحمد مكتوب بلفظه العربي في السماديدا من كتب البراهمة، وقد ورد في الفقرة السادسة، والفقرة الثامنة من الجزء الثاني ونصها: إن أحمد تلقى الشريعة من ربه، وهي مملوءة بالحكمة، وقد قذفت منه النور كما يقذف من الشمس.
وفي كتب زرادشت التي اشتهرت باسم كتب المجوسية، استخرج منها نبوءة عن رسول يوصف بأنه رحمة للعالمين، ويتصدى له عدو يسمى بالفارسية القديمة أبا لهب، ويدعو إلى إله واحد لم يكن له كفواً أحد، وليس له أول ولا آخر، ولا ضريع ولا قريع، ولا صاحب، ولا أب، ولا أم، ولا صاحبة، ولا ولد، ولا ابن، ولا مسكن، ولا جسد، ولا فتح، ولا لون، ولا رائحة.
وفيها: إن أمة زرادشت حين ينبذون دينهم يتضعضعون، وينهض رجل في بلاد العرب يهزم أتباعه فارس، ويخضع الفرس المتكبرين، فبعد عبادة النار في هياكلهم يولون وجههم نحو كعبة إبراهيم التي تطهرت من الأصنام، فيومئذ يصبحون وهم أتباع للنبي رحمة العالمين، وسادة لفارس وغيرها من الأماكن المقدسة للزرادتشيين ومن جاورهم، وإن نبيهم ليكون فصيحاً يتحدث بالمعجزات.