يقول الحافظ ابن كثير ٍ رحمه الله تعالى: وتخصيص الأميين بالذكر لا ينفي من عداهم، ولكن المنة عليهم أبلغ وأكثر، كما قال تعالى:{وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ}[الزخرف:٤٤] وهو ذكر لهم ولغيرهم؛ وكذلك قال تبارك وتعالى:{وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ}[الشعراء:٢١٤] وهذا وأمثاله لا ينافي قول الله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا}[الأعراف:١٥٨]، وقوله تعالى:{لِأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ}[الأنعام:١٩]، وقوله تعالى إخباراً عن القرآن الكريم {وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ}[هود:١٧] إلى غير ذلك من الآيات الدالة على عموم بعثته صلى الله عليه وسلم إلى جميع الخلق أحمرهم وأسودهم.