قال تعالى:{فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ}[المسد:٥] أي: في عنقها حبل من نار، قال مجاهد وعروة: من مسد النار، وقال بعض أهل العلم: في عنقها في الآخرة حبل من نار ترفع به إلى شفيرها، ثم يرمى بها إلى أسفلها، ثم كذلك دائماً.
وقال سعيد بن المسيب: كانت لها قلادة فاخرة، فقالت: لأنفقنها في عداوة محمد صلى الله عليه وسلم.
فأعقبها الله بها حبلاً في جيدها من مسد النار.
وقال عروة بن الزبير: المسد سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً، وقيل: هي قلادة من نار طولها سبعون ذراعاً.
وقيل: المسد حبل من ليف أو من خوص، وقد يكون من جلود الإبل أو أوبارها، ومسدت الحبل أمسده مسداً إذا أجدت فتله بإتقان.
وقال مجاهد:(في جيدها حبل من مسد) أي: طوق من حديد؛ لأن العرب يسمون البكرة مسداً، والبكرة هي التي يستقى عليها.
وعبر بالمسد عن حبل الدلو، كما قال أبو حنيفة الدينوري في كتاب النبات: كل مسد رِشاء- يعني: رشاء الدلو- وأنشد في ذلك: وبكرة ومحوراً صراراً ومسداً من أبق مغاراً قال: والأبق: القنب.
وقال الآخر: يا مسد الخوص تعوذ مني إن كنت لدْناً ليناً فإني ما شئت من أشمط مقسئن