للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير قوله تعالى: (وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات)]

بعدما ذكر الله سبحانه وتعالى هذا الترهيب للكفر والكافرين ثنى بتبشير المؤمنين، والقرآن قد سُمي من هذه الحيثية مثاني؛ لأنه يثني دائماً الترغيب بالترهيب فقال سبحانه وتعالى: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا} [البقرة:٢٥] يعني: أخبرهم الخبر السار الذي يسعد ويسر، والذين آمنوا هم الذين صدقوا بالله تبارك وتعالى.

قوله: {وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [البقرة:٢٥] يعني: من الفروض والنوافل.

قوله: {أَنَّ لَهُمْ} [البقرة:٢٥] يعني: بشرهم بأن لهم.

قوله: {جَنَّاتٍ} [البقرة:٢٥] أي: حدائق ذات شجر ومساكن.

قوله: {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ} أي: تجري من تحت الجنات أو من تحت الأشجار والقصور الأنهار، والذي يجري هو ماء الأنهار.

قوله: {كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا} [البقرة:٢٥] أي: كلما أطعموا من تلك الجنات.

قوله: {مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ} [البقرة:٢٥] يعني: هذا مثل الذي رزقنا قبله في الجنة؛ لتشابه ثمارها، بقرينة قوله تعالى: {وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا}.

قوله: {وَأُتُوا بِهِ} [البقرة:٢٥] أي: جيئوا بالرزق.

قوله: {مُتَشَابِهاً} [البقرة:٢٥] أي: يشبه بعضه بعضاً في اللون ويختلف في الطعم.

قوله: {وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ} [البقرة:٢٥] يعني: من الحور وغيرها، {مُطَهَّرَةٌ} [البقرة:٢٥] يعني: من الحيض ومن كل قذر، {وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة:٢٥] أي: ماكثون أبداً لا يخرجون.