قال الله تعالى:{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ}[الدخان:٥١] أي: يأمن صاحبه من الخوف والفزع.
{فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * يَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ}[الدخان:٥٢ - ٥٣] قوله: ((سندس وإستبرق)) يعني: ما رق من الحرير وما غلظ من الديباج.
((متقابلين)) أي: في مجالسهم أو أماكنهم؛ لحسن ترتيب الغرف وتصفيف منازلهم كالإخوة يتجالسون مواجهة؛ لأنه قال في سورة الحجر:{إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ}[الحجر:٤٧].
قوله تعالى:{كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ}[الدخان:٥٤] أي: قرناهم بما فيه قرة أعينهم واستئناس قلوبهم لوصولهم بمحبوبهم، وحصولهم على كمال مرادهم.
قوله تعالى:{يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ}[الدخان:٥٥] قوله: ((يدعون فيها بكل فاكهة)) أي: يطلبون ويأمرون بإحضار ما يشتهون من الفواكه.
قوله:((آمنين)) من كل ضرر.
قوله تعالى:{لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الأُولَى}[الدخان:٥٦] قال ابن جرير: أي: لا يذوق هؤلاء المتقون في الجنة الموت بعد الموتة الأولى التي ذاقوها في الدنيا.
وكان بعض أهل العربية يوجه (إلا) هنا بمعنى سوى، أي: سوى الموتة الأولى فلا يذوقون الموت بعد ذلك، يعني: أن الاستثناء منقطع، ((ووقاهم عذاب الجحيم)).
ثم قال تعالى:{فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}[الدخان:٥٧].