((وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ)) قيل: إن الضمير عائد إلى القرآن، كما ذهب إليه قوم، أي: وإن القرآن الكريم يُعْلِم بالساعة، ويخبر عنها، وعن أهوالها، وفي جعله عين العلم مبالغة، والعلم بمعنى: العلامة.
وقيل: الضمير عائد إلى عيسى عليه السلام، أي أن ظهوره من أشراط الساعة، فتكون هذه الآية من أدلة نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان.
وهناك آية أخرى تدل على هذا المعنى، وهي قوله تعالى:{وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ}[النساء:١٥٩]، على التفسير الأرجح من أن الهاء تعود إلى المسيح عليه السلام؛ لأن المسيح ما مات، بل هو حي في السماء، وسوف ينزل في آخر الزمان حاكماً بالقرآن، كما أشارت بذلك الأحاديث.
فالمسيح يصدق عليه تعريف صحابي؛ لأنه لقي الرسول عليه الصلاة والسلام في ليلة الإسراء والمعراج مؤمناً به بلا شك بجانب أنه رسول الله عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، وعلى هذا فهو أفضل الصحابة، وهو أيضاً آخر الصحابة موتاً؛ لأنه لم يمت بعد، وسيموت بعدما ينزل إلى الأرض.
وقوله:((وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ)) [الزخرف:٦١] قيل: إن ظهور المسيح عليه السلام من أشراط الساعة، ونزوله إلى الأرض في آخر الزمان دليل على فناء الدنيا؛ لأن هذه الآيات الكبار تتابع كما تتتابع حبات العقد إذا انفرط نظامه.
وقال بعضهم: معناه أن عيسى سبب للعلم بها، فإنه هو ومعجزاته من أعظم الدلائل على إمكان البعث.
فقوله:((وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ)) أي لعلامة على إمكان البعث والنشور؛ لظهور قدرة الله سبحانه وتعالى في كيفية خلق المسيح عليه السلام من غير أب.
وقرئ:((وإنه لَعَلَمٌ للساعة)) بفتحتين، أي أنه كالجبل الذي يهتدى به إلى معرفة الطريق ونحوه؛ لأن العَلَم هو: الجبل، والجبل يسمى العلامة؛ لأن كل الناس يرونه.