[تفسير قوله تعالى:(آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين)]
قال تعالى:{آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ}[الذاريات:١٦] قال ابن جرير: أي عاملين ما أمرهم به ربهم مؤدين فرائضه.
يقول الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى: والذي فسر به ابن جرير فيه نظر؛ لأن قوله تبارك وتعالى:((آخِذِينَ)) حال من قوله: ((فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ))، فالمتقون في حال كونهم في الجنات والعيون ((آخذين ما آتاهم ربهم)) أي: من النعيم والسرور والغبطة، فالمتقون في حال كونهم في الجنات والعيون آخذين ما آتاهم ربهم من النعيم والسرور والغبطة، ثم أشار إلى سر استحقاقهم لذلك بقوله:((إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ)) أي: في الدنيا.
((مُحْسِنِينَ)) أي: قد أحسنوا أعمالهم لغلبة محبة الله على قلوبهم، وظهور آثارها في أفعالهم وأقوالهم كما بينه بقوله عز وجل:{كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}[الذاريات:١٧ - ١٨].