[من حقوقه صلى الله عليه وسلم عدم رفع الصوت والتقدم بين يديه]
كذلك من حقوقه أنه حرم التقدم بين يديه بالكلام حتى يأذن، لا يبدأ أحد بالكلام بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم حتى يأذن له، فاعتبر التقدم بين يديه تقدماً بين يدي الله ورسوله.
ومن ذلك أن الله سبحانه وتعالى حرم رفع الصوت فوق صوته، وحرم أن يجهر له بالكلام كما يجهر الرجل للرجل، وأخبر أن ذلك سبب لحبوط العمل؛ فهذا يدل على أنه يقتضي الكفر؛ لأن العمل لا يحبط إلا بالكفر قال تعالى:{وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ}[الحجرات:٢].
كذلك رفع الله ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الوحي؛ كما قال:{وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}[الشرح:٤]، وكما قال:{فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ}[الزخرف:٤٣]، ثم قال:{وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ}[الزخرف:٤٤] أي: الوحي، فهذا تفضيل لكون الوحي ذكراً ورفعة لشأن النبي صلى الله عليه وسلم.