للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وجه وجود قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه في مسجده]

السؤال

ما حكم وجود قبر الرسول عليه الصلاة والسلام وقبر أبي بكر وعمر في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم؟

الجواب

هذا بحث مهم ومفيد، وهو موجود بالتفصيل في كتاب (تحذير الساجد)، وهناك بحث في الجزء التاسع من أضواء البيان في نفس هذه الآية: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن:١٨].

لكن باختصار شديد: نجيب بما أجاب به الداعية المبارك العلامة أبو بكر الجزائري حفظه الله تعالى ومتعه بالصحة والعافية، فقد قال هنا في الإسكندرية في يوم من الأيام عندما زارنا وسئل هذا السؤال، وهو واعظ في المسجد النبوي الشريف، قال: أقسم بالله إن الرسول عليه الصلاة والسلام ما دفن داخل مسجده، بل دفن في حجرة عائشة رضي الله عنها، وكان لها باب إلى المسجد، وهذه الحجرة مستقلة عن المسجد، فإدخال الحجرة في المسجد إنما تم في عهد الدولة الأموية، وأنكره بعض السلف في ذلك الوقت، وهذه مخالفة صريحة لنهي النبي عليه الصلاة والسلام، في قوله: (اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد).

كذلك العمومات الواردة كقوله: (لعن الله زوارات القبور، والمتخذين عليها المساجد والسرج، أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة، إنهم كانوا إذا مات فيهم الرجل الصالح أقاموا على قبره مسجداً، وصوروا فيه تلك التصاوير) والأحاديث في ذلك معروفة.

فكيف نترك كل هذه الأحاديث ونلوذ بفعل فعله من هو غير معصوم، وهو من خلفاء بني أمية.