للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير قوله تعالى: (وأما من بخل واستغنى فسنيسره للعسرى)]

قال الله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل:٨ - ١٠].

قوله: {وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى} أي: بخل بالنفقة في سبيل الله، ومنع ما وهبه الله له من فضله، ولم يصرف ماله في الوجوه التي أمر الله بصرفه فيها، واستغنى عن ربه فلم يرغب إليه بالعمل بطاعته، فاستغنى عن ربه، ولا أحد يستغني عن الله، لكن المعنى: لم يرغب إلى الله بالعمل بطاعته أو استغنى بماله عن كسب الفضيلة.

{وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى} أي: بوجود المثوبة الحسنى لمن آمن بالحق واغتر بالحياة الدنيا ولم يستعد لعالم الآخرة.

{فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} أي: للطريقة العسرى المؤدية إلى الشقاء الأبدي، وهي الطريقة التي يحط الإنسان فيها من نفسه، ويقصر في حقها، وينزل بها إلى حضيض البهيمية، فيغمسها في أوحال الخطيئة، واختيار طريق الفسق والفجور هو أعسر الطريقين على الإنسان.