للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[معنى قوله تعالى: (ذلك مثلهم في التوراة)]

قوله تبارك وتعالى: (ذلك مثلهم في التوراة) أي: ذلك الوصف مثلهم -رضي الله تعالى عنهم- في التوراة، أي: صفتهم العجيبة فيها، ومعنى ذلك أن الصحابة رضي الله تعالى عنهم مدحوا قبل أن يخلقوا، وذلك في الكتب السابقة كالتوراة والإنجيل، فهذه الآية تشير إلى نصين في التوراة والإنجيل كلاهما في مدح صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فكيف يمدحهم الله سبحانه وتعالى قبل أن يخلقوا ثم يكون فيهم ما افتراه الأفاكون الضالون الرافضة -لعنهم الله- من أن الصحابة ارتدوا جميعاً ما عدا ثلاثة.

والذي يقول هذا كفر بقوله تعالى للصحابة: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران:١١٠]، وكفر بقوله تبارك وتعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الفتح:١٨]، فمن رضي الله عنه لا يسخط عليه أبداً.

(ذلك) أي: الوصف (مثلهم في التوراة) أي: صفتهم العجيبة فيها، فالصحابة موصوفون في التوراة بأنهم (أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ).